من هو الانسان

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى : ( اَلّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ) الانفطار 7
( وَصَوَّرَكُم فَأَحسَنَ صُوَرَكُم ) غافر 64

خلق الله جسد الانسان مقسمة اعضاؤه وجوارحه على جهتين , لا تفاوت بين جهة واخرى منهما , وجعل في كل جهة مثل ما في الاخرى من الاوردة والاعصاب والشرايين .

وإن خلق الانسان على هذه الصورة الجميلة السوية المعتدلة , الكاملة الشكل والوظيفة امر يستحق التدبر والحمد والحب لربة الكريم الذي اكرمه بهذه الخلقة تفضلا منه فقد كان قادرا ان يركبه في اية صوره اخرى يشاؤها , فاختار له هذه الصورة السوية المعتدلة الجميلة ، والانسان مخلوق جميل التكوين سوي الخلقه معتدل القامه .

وان عجائب الابداع الالهي في خلق الانسان لاعظم من ادراك هذا الانسان نفسه , وجمال الانسان يبدو في تكوينه الجسدي وفي تكوينه العقلي وفي تكوينه الروحي سواء بسواء , والعجائب في هذه الاجهزة التي خلقها الله في هذا الانسان , وهي تعمل عملها ليل نهار من غير ان يحس الانسان بأدائها لوظيفتها وعملها فيما خُلقت له , وهذه الاجهزة العاملة التي اوجدها الله لتكوين الانسان الجسدي وهي الجهاز الهضمي والجهاز التناسلي والجهاز اللمفاوي والجهاز العصبي والجهاز البولي واجهزة الذوق والشم والسمع والبصر .
كل منها عجيبة من عجائب الله , لا تقاس اليها كل العجائب الصناعية التي يقف الانسان مدهوشا امامها وينسى عجائب ذاته , وهي اضخم واعمق وادق بما لا يقاس .

كتبت احدى مجلات العلوم الانجليزيه :
[ان يد الانسان في مقدمة العجائب الطبيعية الفذة , وانه من الصعب جداً بل من المستحيل , ان تبتكر آلة تضارع اليد البشرية من حيث البساطه والقدرة وسرعة التكيف] .

وان جزء من اذن الانسان [ الوسطى] هو سلسة من نحو اربعة آلاف قوس دقيقة معقدة متدرجة بنظام بالغ , في الحجم والشكل .

ومركز حاسة الابصار في العين التي تحتوي على مائة وثلاثين مليوناً من مستقبلات الضوء , وهي اطراف الاعصاب , ويقوم بحمايتها الجفن ذو الاهداب الذي يقيها ليلا ونهارا والذي تعتبر حركته لا ارادية والذي يمنع عنها الاتربة والذرات والاجسام الغريبة كما يكسرمن حدة الشمس بما تلقي الاهداب على العين من ظلال وحركة الجفن علاوة على هذه الوقاية يمنع جفاف العين , اما السائل المحيط بالعين , والذي يعرف باسم الدموع فهو اقوى مطهر .

ويتكون الجهاز العصبي الذي يسيطر على الجسم سيطرة تامة من شعيرات دقيقة تمر في كافة انحاء الجسم , وتتصل بغيرها اكبر منها، وهذه تتصل بالجهاز العصبي المركزي , فاذا ما تأثر جزء من اجزاء الجسم , ولو كان ذلك لتغير بسط في درجة الحرارة بالجو المحيط , نقلت الشعيرات العصبية هذا الاحساس الى المراكز المنتشرة في الجسم وهذه توصل الاحساس الى المخ , حيث يمكنه ان يتصرف , وتبلغ سرعة سريان الاشارات والتنبيهات في الاعصاب مائة متر في الثانية .
قال تعالي : ( فِي أَيّ صُورَةٍ مََّا شَآءَ رَكَّبَكَ ) الانفطار 8

واذا نظرنا الى صورنا وجدنا لكل انسان صورة تختلف عن غيره , وبذلك ينسجم وجودنا مع غيرنا , ولا تختلط علينا الامور كما لوكنا جميعا على صورة واحدة .

ومن الحكمة الالهية ان الله تعالى جعل للرجال صورة وللنساء صورة
قال تعالى: ( هُوَ اَلّذِي يُيصــــــَََوِّرَكم فِي اَلأَرحَامِ كَيفَ يَشَاءُ ) آل عمران 6

كما ان لكل عضو في الانسان مكانه المناسب والمتوافق مع وظيفته ولكل عضو صوره فكف الانسان مثلا كل اصبع فيها لها صورة تتناسب مع ما خُلقت له وللقدم صورة في تكوينها المتوافق مع مهمتها .

والانسان له صورة خاصة به عند ولادته وما يزال الانسان تتقلب صورته سنة فسنة وشهراً فشهر .
كما ان للبشر في كل اقليم من الاقاليم صورة تميزهم عن غيرهم فلأهل الصين صورة وللأفارقة صورة ولسكان امريكا صورة و للساكنين في القطب صورة .