سوء الفهم حالة تتكرر في الناس ولدى الجميع فقد يكبوا الحصان الذي لم يعهد الهزيمة ، وقد تتعثر خطوات لاعب الجري الذي الـــــفــت
رجله المضمار ، وقد يقع من علياه من كان دائما ً في الصدارة ،، حالة إنسانية قد يساء فهمها من الآخرين لكن ما نقول غير أن النفس البشرية
قد تكون في بعض الأحيان في مزاج نفس يحول بينها وبين الفهم الأفضل ، أو قد يكون لسوء وصول المعلومة الأثر الكبير في التأثير لكي
يكون ذلك الفهم ...!
لكن قد يكون من الآخرين من يراها من زاوية أخرى وهي أن الطرف الآخر المقابل قد يكون من الغباء بحيث يعجز فكرة عن مـجـــــاراة
المتحدث ، وقد يكون كذلك أولا يكون فربما تكون هناك من الأسباب الكثير ، فالطفل يعجز فكرة عن مجارات من هو اكبر منه ويعتبر كل
ما يقال له حقائق لا تقبل التفسير ، فهي من المسلمات وبالذات متى صدرت من الأقرب له من الأهل ، وكذلك من المدرسة فكل ما يسمعه أو
يشاهده يرسخ في عقلة بأنه من الحقائق التي لا يمكن تزيفها ، وهذا ما تفعله الدولة العبرية حيث ترسخ في عقول الاطفال سياسة الكره للأطفال
الفلسطينيين وهزني رؤية أطفال يهود يكتبون من العبارات المسيئة للفلسطينيين على القذائف التي تستعمل في قتل الأبرياء من شعبنا
الفلسطيني ..!
إن استعمال المصطلحات الفكرية الصعبة الفهم التي قد يتنطع بها للأسف بعض الكتاب والمفكرين أثناء أحاديثهم للآخرين وبغض النظر عن
طريق توصيل المعلومة سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مشاهدة تجعل الآخر في وادي والمتحدث في هضاب أخرى كأنما يحاكي الفراغ
وقد يتهم الآخرين بتدني المستوى الفكري في حين قد يكون هو ذاته يعيش في بوتقة أو شرنقة الخوف من السؤال الأصعب فيخونه التعبير في
الإجابة ، مصطلحات متعددة في مجالات كثيرة تحتاج إلى التوضيح والشرح بذاتها قبل الحديث في موضوعاتها هي من أهم أسس الفهم
الصحيح للآخر ، مثال ذلك كلمات مثلا في السياسة كاتنوقراط ، والشوفينية ، وغيرها من المصطلحات التي تختلف باختلاف الموضوع
والمنهج ...!
إن الاستدلال من أهم الأسس الصحيحة في تقريب الفهم فقوي الحجة يحتاج الى الدلائل التي تقوي رؤيته لكل امر ، فنجاح التواصل يحتاج
إلى مستويين أساسيين الأول أن تنزل إلى المستوى المخاطب ذاته والثاني أن تملك من القدرة على توصيل المعلومة بيسر وسهولة وتستعمل
مصطلحات مفهومة ، ولغة مشتركة ، لا يمكن إدخال الكلمات المنفرة والغريبة والغربية المنشأ من اجل أن تكون قوي الحجة ما تحتاجه هو
أن تكون ملم بقدرات من تتكلم معه وان تحترمه مهما كان بينكما التنافر وأن لا تنعكس حالتك النفسية على طرفك الآخر المقابل لك ..!
كسر الحواجز النفسية من أهم أسس جلاء الفهم ، فالتقارب ينشأ بعد أن تزال الحواجز ولا يمكن أن يستمر النقاش والاستماع إن كان الآخر
منفراً حتى في الشكل ذاته ، فالقبيح والدميم والسيئ الخلقة والأحدب كأحدب نوتردام غير مقبول الاستماع له حتى وان كان يملك قلب اطهر
وأنبل إنسان على هذه البسيطة ، أمور غريبة لها من التأثير الكثير وعلى رأسها يأتي الشكل والصورة ..!
لذلك ينبغي أن تنزع الكراهية التي في داخلك أن أردت أن تزيل سوء الفهم عن المتحدث لكن متى كان للنفس جزئية من كره فهما كان
المتحدث المقابل فأنت غير مستعد أصلا ً للفهم فسيلازمك سوء الفهم رضيت أم أبيت ، فالشاعر يقول في مثل تلك المواقف :
إذا كرهت فتى ً ، كرهت حديث ...... وإذا سمعت غناءه لم تطرب ِ ...!
فلو كان زرياب في زمنه لن تحرك ساكنا ً ، فما بالك إن كان ادني من ذلك ترى هل ستطرب وتصفق برجلك ...!
عليك عزيزي القارئ أن تكون من اللباقة بمكان بحيث لا تستعمل الكلمات التي يمكن لها أن تكون مدلولات أخرى فالكلمات والمعاني
والإيماءات قد تجعل السامع يفهم قصدا ً آخر ، عليك بانتقاء الكلمات الدالة المعنى صريحة العبارة غير المحقرة للآخر ، فالطرف المستمع
هو من يحدد الفهم للكلام وليس المتكلم ..!
مقاطعتك للمتحدث أثناء الحديث قد يشتت الفكر ويبعد على الفهم استمع الى نهاية الحديث وأسأل بعد الانتهاء لا تستعجل الفهم سوف تنتهي في
النهاية إلى الحقيقة التي يمكنك أن تجادل فيها لكن ليس في منتصف الكلام ، كذلك لا تنشغل بأمور أخرى فردك على الهاتف ومكالمة الآخرين
وقيامك بأعمال أخرى يستنقص من الفهم ...!
إن أوقات اختيار الحديث من أسس نجاحه وفهمه من الآخر ، فأنت لا يمكنك أن تختار آخر النهار أو فترة انتهاء وقت العمل لتناقش أمور
تخصه ، ولا يمكنك أن تتكلم عن وفاة فلان في يوم فرح ابنه ،، إن انتقاء الوقت الصحيح لمناقشة أي أمر منه أهم أسس نجاحه وفهمه وتقبله
من الآخر ،، كيف يمكنك أن تنصح سكران سكر شديد بأن الخمر ضار ويذهب العقل ويمكن أن يدمر حياته وحياة أسرته فهو لا يمكنه ان يعي
ما يسمع ، وهذا للأسف ما تسلكه بعض النساء في نصحها للأزواج المبتلين بآفة الخمر ...!
ترى أفهمتم ما قصدت أم بعدت بيننا المسافة فساءت الفكرة وانقلب الآية وخانني قلمي فلم أقدم لكم ما يفيد بل زادكم قولي رهقا ً وانقلب السحر
على الساحر فتنافر القلم ، وتقطر المداد على أوراق الأثير فتبخرت الحروف في منتصف الطريق كالأمطار التي تساقطت في أراضي حارة
جرداء قاحلة فارتدت مرتفعه متبخر الى السماء ،، الله اعلم ...!
2008-05-15, 05:39
